تزامنا مع تصاعد الضغوط على الفصائل الموالية لطهران .. قائد الحشد الشعبي العراقي يزور إيران

وسط هزائم المتتالية للقوات الموالية للنظام الإيراني في المنطقة، وتصاعد تهديدات المسؤولين الإيرانيين ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وصل فالح الفياض، قائد الحشد الشعبي العراقي، إلى إيران والتقى بكبار المسؤولين في النظام.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن فالح الفياض التقى يوم الثلاثاء، 18 فبراير، وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حيث شدد على ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين مسؤولي البلدين بشأن التطورات الإقليمية.

وناقش الجانبان آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات بين طهران وبغداد، فيما أكد عراقجي على استمرار دعم طهران للفصائل الموالية لها في العراق والمنطقة، معتبرًا استمرار المشاورات بين بغداد وطهران أمرًا ضروريًا.

وفي لقاء سابق، بحث الفياض مع علي أكبر أحمديان، ممثل علي خامنئي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، الأوضاع الإقليمية والتعاون بين إيران والعراق.

وبحسب معلومات نشرها الحشد الشعبي، طلب الفياض من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني التدخل لحل الخلافات بين القوى العراقية المختلفة.

وتفيد تقارير بأن هناك خلافات داخل القوى السياسية العراقية بشأن الإبقاء على الفياض في منصبه. ففي حين يدعم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي استمراره، تسعى ثلاث كتل سياسية بقيادة هادي العامري، ونوري المالكي، وأكرم الكعبي للإطاحة به والتنافس على تعيين بديل له.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد، وردت تقارير متعددة عن محاولات أمريكية لتقييد نفوذ الفصائل المسلحة التابعة لإيران في العراق.

يُعد الحشد الشعبي أحد أبرز الفصائل الموالية لإيران في المنطقة، لكنه لم يتعرض لخسائر كبيرة مثل بقية المجموعات المرتبطة بطهران. وقد أنفقت إيران مبالغ ضخمة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز قدراته.

في 8 يناير، وخلال لقائه برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في طهران، قال علي خامنئي إن واشنطن تسعى إلى توسيع وجودها العسكري في العراق، مؤكدًا على ضرورة تعزيز الحشد الشعبي أكثر من أي وقت مضى.

تأتي تصريحات خامنئي في وقت أفادت فيه تقارير بأن زيارة السوداني لطهران كانت تهدف إلى بحث آلية حلّ ودمج بعض الفصائل المسلحة ضمن هيكل الحشد الشعبي.

دعوة علي خامنئي إلى تعزيز الحشد الشعبي تأتي في وقت يشهد فيه ما يُعرف بـ”محور المقاومة” تراجعًا كبيرًا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد ومقتل الأمين العام وقادة بارزين في حزب الله اللبناني.

قبل زيارة محمد شياع السوداني إلى طهران بيوم واحد، أكد مصدر مطّلع في بغداد لـ "إيران إنترناشيونال" أن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، زار العراق مؤخرًا بهدف مناقشة مستقبل الفصائل المسلحة المرتبطة بطهران.

وبحسب معلومات المصدر، كان الهدف الرئيسي من الزيارة بحث آلية حلّ ودمج بعض الفصائل المسلحة ضمن هيكل الحشد الشعبي.

أثناء سقوط نظام الأسد، أعلن الحشد الشعبي أنه لم يكن لديه قوات في سوريا، لكنه أشار إلى أنه قد يتدخل هناك فقط بأمر مباشر من رئيس الوزراء العراقي.

ومع رفض علي خامنئي لفكرة التفاوض مع الولايات المتحدة، ووسط تقارير تتحدث عن احتمال هجوم أمريكي أو إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، تصاعدت حدة التصريحات الإيرانية.

وفي 18 فبراير، بعد أيام من تصريحات دونالد ترامب التي هدد فيها إيران بشكل غير مباشر، قال خامنئي إن طهران مستعدة لمواجهة التهديدات العسكرية على أعلى المستويات.

وأكد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أن عملية “الوعد الصادق 3” للانتقام من إسرائيل ستُنفَّذ حتمًا.

تصريحاته جاءت خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني يوم الثلاثاء 18 فبراير، شدد حاجي زاده على أن طهران لن تتراجع، حتى في حال فشل الجهود لحلّ الأزمة النووية. وقال: “البعض يقول إنه إذا لم نتفاوض فقد يهاجموننا، لا تقلقوا، لن يتمكنوا من فعل أي شيء.”

يأتي هذا في أعقاب الغارات الإسرائيلية المكثفة على الأراضي الإيرانية أكتوبر العام الماضي، والتي تعد أول هجوم خارجي واسع على إيران منذ انتهاء الحرب مع العراق عام 1988 .

بالتزامن مع ذلك، قال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري: “نعرف جيدًا كيف نواجه أعداءنا.”
كما صرح علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري، في 18 فبراير:
“الوعد الصادق 3 سيتم تنفيذه في الوقت المناسب. لقد تصرفنا بشكل صحيح طوال 46 عامًا، وسنواصل ذلك.”